مشكلات تدريس علم العروض 7

مشكلات تدريس علم العروض
(مشكلات الطالب)
7
عدم الاستعانة بالوجوه اللغوية الجائزة على ضبط الوجه العروضي
تجول كل كلمة من متن اللغة في مجال واسع من الصور الاشتقاقية والتصريفية المتقاربة غير المتطابقة، التي تتيح للشاعر أن ينهل منها ما يرتاح إليه. ولكنها تقتضي طالب علم العروض أن يستعد لها بحسن التوقع والتصرف؛ فإذا لم يستقم له ببعضها تخريج عروض القصيدة، تحول عنه إلى غيره مما يجوز في موضعه؛ فاستقام له. أما إذا غفل عن ذلك فإنه يقف عند الوجه اللغوي الخاطر له أولا، لا يتحرك كأنما مسخ على هيئته، لا يعرف معروفا يخرج به العروض ولا ينكر منكرا يترك به غيره يخرجه!
من ذلك في قول المتنبي من المتقارب:
وأني وفيت وأني أبيت وأني عتوت على من عتا
جمود مخرجه في الكلمة الثانية على وفيت من التوفية، وكأن لم يكن في متن العربية قط وفيت من الوفاء، ولا صواب ينتظر مع هذه الحال!
عدم الاستعانة بالوجوه العروضية الجائزة على ضبط الوجه اللغوي
تجول التفعيلة العروضية في مجال محدود من الصور السالمة والمغيرة المتقاربة غير المتطابقة، التي تتيح للشاعر أن يتردد بين إيقاعاتها ويستوحيها. ولكنها تقتضي طالب علم العروض أن يستعد لها كذلك بحسن التوقع والتصرف؛ فإذا لم يستقم له ببعضها تصحيح لغة القصيدة، تحول عنه إلى غيره مما يجوز في موضعه؛ فصحت له. أما إذا غفل عن ذلك فإنه يقف عند الوجه العروضي الخاطر له أولا، لا يتحرك كأنما مسخ على هيئته، لا يعرف معروفا يصحح به اللغة ولا ينكر منكرا يترك به غيره يصححها!
من ذلك في قول البردوني من المتقارب نفسه:
بعينيه حلم الصبايا وفي حناياه مقبرة مستريحه
جمود مخرجه في التفعيلة الرابعة على فعولن وكأن لم يكن في صورها قط فعو المحذوفة، ولا صواب ينتظر مع هذه الحال!
إهمال حفظ الأمثلة المحتلفة المتكاملة
لو حفظ الطالب متون علم العروض التي وضعها الخليل والأخفش وابن عبد ربه والمعري والتبريزي والجوهري والزمخشري وابن الحاجب والدماميني والدمنهوري كلها مثلما يحفظ اسمه، لم ينتفع بها في تخريج أعاريض القصائد المتعددة المختلفة المتكامل بها عروض الشعر العربي، مثلما ينتفع بأن يكون حفظ قصائد مثلها، تحضره عند التخريج؛ فتذكره، وتسعفه، وتؤيده؛ فإذا أجدب من هذه الأمثلة عقله كان كالمنقطع وحيدا في يهماء مدلهمة، لا يعرض له فيها شيء ليثق به فيعتمد عليه، إلا سرابا في سراب في سراب!

Related posts

Leave a Comment